السلام من الأعمال االتى حض عليها سيد وخير البشر رسولنا الكريم محمد صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم التي جاءت الأدلة والنصوص من الكتاب والسنة ببيان مشروعيتها وإستحبابها، وبالحث عليها.
ومما يتعلق بها من الآداب سنورده لمعرفة آداب ديننا وحرصه على إفشاء السلام كما حدثنا عنه رسولنا الكريم صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم:
1= إفشاء السلام: فإن هذا مما أمر به الرسول، فقد قال: «أفش السلام، وأطعم الطعام، وصل الأرحام، وقم بالليل والناس نيام، تدخل الجنة بسلام».
2= أن يبدأ المرء من لقيه بالسلام: فإن هذا من حق المسلم على أخيه المسلم، كما قال: «حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه....».
3= الحرص على إستعمال تحية الإسلام: وهي التحية التي شرعها الله لعباده، والتي تعد شعارا للمسلمين، وهي تحية الملائكة، وتحية أهل الجنة، وهي قول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فإن النبي قال: «لما خلق الله آدم، ونفخ فيه الروح عطس، فقال: الحمد لله، فحمد الله بإذنه، فقال له ربه: يرحمك الله ياآدم! اذهب إلى أولئك الملائكة -إلى ملأ منهم جلوس- فقل: السلام عليكم، قالوا: وعليكم السلام ورحمة الله، ثم رجع إلى ربه، فقال: إن هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم....».
4= الحرص على إلقاء السلام كاملا: فإن ذلك أعظم للأجر، وأكمل وأحسن، وقد جاء رجل إلى النبي فقال: السلام عليكم. فقال النبي: «عشر»، وجاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله، فقال النبي: «عشرون»، وجاء ثالث فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال النبي: «ثلاثون» يقصد بذلك الحسنات، فكلما كان السلام أكمل كلما كان الأجر أعظم.
5= وجوب رد السلام لمن ألقي: فيجب على الإنسان إذا ألقي أن يرد السلام، قال: «حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، وإتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس» ويجزئ عن الجماعة الجالسين أن يرد أحدهم لقوله: «يجزئ عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم، ويجزئ عن الجلوس أن يرد أحدهم».
6= رد التحية بأحسن منها أو ردها: وذلك لقول القرآن {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} [النساء:86].
7= إجتناب تحية الموتى: وهي أن يقال: عليك السلام يا فلان، بل يقول: السلام عليك... فإن النبي أتاه رجل فقال له: عليك السلام يا رسول الإسلام! فقال له النبي: «لا تقل: عليك السلام. فإن عليك السلام تحية الموتى».
8= عدم التشبه بغير المسلمين في تحيتهم: سواء كان التشبه بهم في حركاتهم، أوفي ألفاظهم، فإن مشابهتهم محرمة، وقد نهى عنها النبي حيث قال: «ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى».
9= رد تحية غير المسلم بقول: وعليكم: فإن نفرا من اليهود مروا بالنبي فقالوا له: السام عليك. فقال لهم: «وعليكم...» وقال: «إن اليهود إذا سلم عليكم أحدهم فإنما يقول: السام عليكم، فقولوا: وعليكم».
10= يبدأ الصغير والقليل والراكب بالسلام: وهذا كله مما أرشدت إليه الأحاديث النبوية الصحيحة في هذا الباب، فإذا تقابل رجل مع أكثر من رجل سلم عليهم، أو مجموعة مع مجموعة أكبر منهم فعلى المجموعة الأقل أن يبدؤا بالسلام، وإذا تقابل صغير مع كبير يبدأ الصغير بالسلام، وإذا تقابل راكب مع ماش يبدأ الراكب بالسلام، ويبدأ الماشي بالسلام على القائم، والقائم يسلم على القاعد، وراكب السيارة أو الدراجة يبدأ بالسلام على الماشي أو القاعد، وكل ذلك قد أمر به النبي، حيث قال: «ليسلم الراكب على الراجل، وليسلم الراجل على القاعد، وليسلم الأقل على الأكثر، فمن أجاب السلام فهو له، ومن لم يجب فلا شيء عليه» وقال: «يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير» وإذا مر رجل كبير بعدد من الصبيان سلم عليهم كما سيأتي في الأدب إن شاء الله، وكذلك إذا كان الراكب كبيرا والماشي صغيرا سلم الراكب على الماشي، وإذا كان الماشي كبيرا والقاعد صغيرا سلم الماشي على القاعد.
11= السلام عند مفارقة المجلس والخروج منه: وبعض الناس يغفل عن هذا الأدب، فإذا دخل المجلس سلم، ثم إذا خرج لحاجة فإنه لا يسلم، وهذا خلاف السنة، فإن النبي قال: «إذا إنتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة» وهكذا من باب أولى أن يعيد السلام إذا عاد إلى المجلس ثانية وإفشاء السلام يزيد المحبة كما سبق، خلافا لما يزعمه الجهال من أنه ينقصها، فينبغي عدم إهمال هذا الأمر.
12= التصافح مع السلام عند التقابل: وهذا من آداب السلام التي ندب إليها الإسلام، فإذا لقي المؤمن أخاه المؤمن فينبغي له إضافة على السلام أن يأخذ بيده، ويصافحه، فإن فعل هذا فله أجر كبير، وهو مما يقوي المودة بين المسلمين، وقد قال: «ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان، إلا غفر لهما قبل أن يفترقا» وقال: «إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه، وأخذ بيده فصافحه ، تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر».
13= إعادة السلام إذا حال حائل بين الشخصين: وهذه سنة عظيمة، لا يفعلها كثير من الناس، وهي إنه لو كان شخصان يمشيان، ثم إفترقا حول جدار، أو شجرة، أو عمود، أو غيره، ثم التقيا بعد أن يجتازا الحائل، فينبغي لهما أن يتبادلا السلام ثانية، وقد قال: «إذا إصطحب رجلان مسلمان، فحال بينهما شجر أو حجر، أو مدر، فليسلم أحدهما على الآخر، ويتبادلوا السلام».
14= إذا دخل المسجد لا يسلم حتى يصلي تحية المسجد: فإذا دخل المسجد، وفيه ناس، فإنه لا يسلم عليهم حتى يصلي تحية المسجد أولاََ كما يستفاد من حديث الرجل الذي صلى ركعتين، ثم أتى النبي فسلم عليه.
15= السلام قبل السؤال والكلام: فلا يبدأ الشخص بسؤال إنسان عن شيء، أو بتكليمه إلا بعد أن يسلم أولاَ، لقوله: «السلام قبل الكلام».
16= عدم السلام عند قضاء الحاجة: فلا ينبغي إلقاء السلام على إنسان جالس على بول أو غائط، ولا يجوز لهذا أن يرد السلام، فإن النبي سلم عليه رجل وهو يقضي حاجته، فلم يرد عليه النبي، وقال له: «إني كرهت أن أذكر الله عز وجل إلا على طهر».
17= إعادة السلام ثلاثا، خصوصا إذا لم يسمع: فإن النبي: «كان إذا سلم سلم ثلاثا، وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا» ولا سيما إذا سلم الشخص على آخر بعيد عنه لا يسمعه.
18= خفض الصوت بالسلام إذا دخل على نائمين: فإن النبي كان يفعل ذلك، حتى يسمع المستيقظين، ولا يزعج النائمين، فجاء أنه: كان يدخل من الليل، فيسلم تسليما لا يوقظ النائم، ويسمع اليقظان.
19= إذا مر على مجلس فيه مسلمون ومشركون سلَم: وذلك تعظيما لحق الإسلام، فإن النبي: مر بمجلس فيه أخلاط من المسلمين واليهود فسلم عليهم.
20= التسليم إذا مر على الصبيان: فإن هذا مما يؤلف قلوبهم، ويطيب نفوسهم، فإن النبي: مر على صبيان فسلم عليهم.
21= التسليم إذا مر على جمع نسوة: فإن النبي قد فعل ذلك، كما في حديث أسماء بنت يزيد: مر علينا النبي في جمع نسوة، فسلم علينا.
22= إستحباب تبليغ السلام من شخص لآخر: فإن النبي قال لعائشة: «إن جبريل يقرأ عليك السلام» فقالت عائشة: وعليه السرم ورحمة الله.
أعدها: احمد صبحى.
المصدر: الموسوعة الحرة.